بعد مسيرة إعلامية حافلة تضمنت العديد من المحطات المهمة والمتنوعة، نجح الإعلامي المصري محمود سعد بأن يخط اسمه بأحرف من ذهب كأحد أبرز الإعلاميين في المنطقة العربية، وبأن يصنع لنفسه علامة مميزة في عالم الصحافة الفنية والاجتماعية
ورغم الشهرة الواسعة التي نالها في مجال الصحافة الفنية والاجتماعية، فإن محمود لم يخطط للوصول إلى ما وصل إليه في بداية مشواره، بل عمل لفترة طويلة على تغطية مختلف المواضيع لمجلة "صباح الخير"، قبل أن يتجه للإطار الفني لاحقاً.
يحكي مقدم برنامج "اليوم السابع" لـ mbc.net عن هذه النقلة قائلاً "ذات يوم قررت إدارة المجلة إنشاء قسم فني، فرأى الأستاذ رؤوف توفيق الذي أوكلت إليه مهمة إدارة ذلك القسم اختياري للعمل ضمن فريقه"، مؤكداً أن تلك النقلة لم يتم التخطيط لها مسبقاً. "الفن لم يكن اختياري، لكن الموضوعات الفنية التي كتبتها في السنتين الأولتين أعجبت رؤوف توفيق واختارني لأكون ضمن فريقه".
الصحافة الفنية لا تُعنى بأخبار الفنانين
لم تكن طريق محمود سعد في القسم الفني مفروشة بالورد، بل عمل بجد واجتهاد مكناه من تحقيق تفوق ملحوظ، رغم المنافسة الكبيرة مع زملائه في القسم، والذين بلغ عددهم 13 زميل وزميلة.
يحكي المدير السابق لمكتب مجلة "سيدتي" في القاهرة عن تجربته مع الصحافة الفنية قائلاً "اكتشتف خلال عملي مع الأساتذة الكبار أن الفن هو كل شيء، ذلك أنه يتناول مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية"، مشيراً إلى أن الصحافة الفنية لا تعنى فقط بتغطية حياة الفنانين الشخصية ونقل أخبارهم، "بل تتطرق إلى مناقشة القضايا الفنية كأزمة السينما والمسرح والتلفزيون وغيرها من المواضيع المهمة التي تتعلق بالفن".
ولفت سعد إلى أهمية الصحافة الفنية وتأثيرها على المجتمع، نافياً أن يكون لديه "رسالة" أو أجندة إعلامية أو فكرية يسعى لخدمتها من خلال عمله. "الحديث عن الرسالات في هذا الزمن بات ضرباً من المغالاة والخداع". وأوضح بأن طموحه الوحيد في عمله يتمثل في الاجتهاد والصدق وإعمال الضمير، مؤكداً رفضه القاطع للعمل في أشياء تتعارض مع مبادئه. "قد أتناول أحياناًَ مواضيع لا أستسيغها، لكني لا يمكن أن أعمل ضد مبادئي".
الإعلام العربي يعاني من فوضى عارمة
تحدث محمود سعد خلال اللقاء عن الأزمة التي يعاني منها الإعلام العربي، حيث أكد رئيس تحرير مجلة "الكواكب" الفنية العريقة، والتي تعد أهم وأبرز المجلات الفنية على مستوى مصر والعالم العربي، أن صناعة الإعلام في المنطقة تشهد فوضى عارمة "لأن معظم العاملين فيها يتحركون بطريقة عشوائية لا تستند إلى أية خطط أو رؤى واضحة".
ورغم اعترافه بأن الإعلام الحديث قد أتاح مساحات حرية جديدة لم تكن متاحة في السابق، فإن رئيس تحرير "الكواكب" المستقيل لا يرى إمكانية السيطرة على الفوضوية والعشوائية من خلال حركة إصلاحية عامة، بل "يجب أن نبدأ بالصحفيين كأفراد، إذ أن عليهم البدء بإصلاح أنفسهم والتفكير ملياً فيما يفعلونه وما يتناولونه من مواضيع".
وتحدث المقدم المتألق عن تجربته في مجال الإدارة قائلاً "تبين لي أن الشدة والحزم في الإدارة هما الحل الأنسب في عالمنا، ففكرة الإصلاح غالباً ما تكون غايةً في الصعوبة. نضطر لاتباع هذا الأسلوب مع العرب لأنهم يعتبرون الشخص الطيب واللطيف ضعيفاً، ما يدفع المدراء للتطبع بطبع الشراسة والصرامة".
على الإعلامي ألاّ يكون منظِّراً
عن دور الإعلامي في النهضة والتصحيح الاجتماعي، يرى سعد أن من واجب رجال الإعلام أن يعلّموا ويصححوا ويربوا ويمتعوا، وأن يتناولوا مختلف جوانب الحياة، لكنه حذر في الوقت نفسه من مغبة ما وصفه بـ "التنظير وإلقاء الحكم والمواعظ" على الجمهور، وأضاف "على الإعلامي أن يكون خفيفاً ولطيفاً على الناس، ليكسب محبتهم ويتمكن من التأثير عليهم، فهو في النهاية شخصٌ يدخل كل البيوت ويتعامل مع مختلف طبقات المجتمع".
وأرجع سعد نجاح الإعلامي إلى مدى إفادته للجمهور، مؤكداً أن "ذلك لا يعني بالضرورة الإفادة العلمية، بل ربما تكون فائدة ثقافية أو اجتماعية أو تربوية أو حتى فائدة مسلية تتعلق بأمور يعتبرها البعض سخيفة كالنكات والنوادر".
وفي إطار الحديث عن أدائه في "اليوم السابع"، نفى محمود سعيه لتوريط ضيوفه أو إحراجهم على الملأ، مؤكداً أنه دائماً ما يحاول تناول الجانب الإنساني منهم. كما أنكر في الوقت نفسه محاولة فرض رأيه أو إظهاره بصورة حسنة أمام الجمهور، "إلا عندما يتعلق الموضوع بمسألة أخلاقية، حينها ربما ألجأ لمحاولة إقناع الآخر برأيي الشخصي".
قضية هالة سرحان أخذت أكبر من حجمها
وتطرق محمود سعد في نهاية حديثه لـ mbc.net لقضية الإعلامية المصرية هالة سرحان، التي اتهمتها بعض ضيفاتها بخداعهن، قبل أن تصل قضيتها إلى النائب العام في مصر، قائلاً "لقد أخذت قضية هالة أكبر من حجمها الطبيعي بكثير، إذ لا يمكننا تصديق الرواية التي تدعي أن إعلامية بحجمها قد خدعت ضيفاتها، فالفتيات راشدات بما فيه الكفاية ليعين تماماً معنى المشاركة في برنامج تلفزيوني".
واستنكر محمود وصول القضية إلى النائب العام واصفاً ذلك بـ "الأمر المبالغ فيه". "برأيي، لا يجب أن يكون نجاح الأعمال الإعلامية مرهوناً بحكم القانون، لأن الإعلامي شأنه شأن الممثل، قد ينجح في تجربة ويفشل في أخرى، وذلك تبعاً لرأي الجمهور فيه وتقييمه لأعماله وأدائه".[/COLOR][/B][/FONT][/FONT][/B]
من مواضيع muddthir :
__________________
تحميل شريط ادوات مكتوب